العودة المظفرة للبطلة الصحراوية أمنتو حيدار
خلال اثنين وثلاثين يوما من معركة الشرف والبطولة، خاضتها المناضلة الصحراوية رئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان " أمنتو حيــــــــــــــــــــــدار " مضربة عن الطعام بمطار " لانثروتى الاسباني "، تربعت خلالها على عرش صاحبة الجلالة المكتوبة والمسموعة والمرئية، فظل اسمها يتردد خبرا رئيسيا في جل القنوات ونالت القسط الوافر من إخباريات وتحاليل النشرات الاسبانية قاطبة والجزيرة و"س ن ن" الأمريكية والتلفزة الصحراوية والقنوات الجزائرية وكذلك القنوات المغربية التي دأبت على تخصيص أهم حيز زمني لها بعد أنشطة الملك رغم أنها نسيت شطب عبارة المدعوة من قاموسها بعدما أصبح الاسم مألوفا وأشهر من نار على علم.
" أمنتو حيدار" التي طافت صورها أرجاء العالم، تتدثر بألوان الحياة في ملحفة تلف جسمها النحيل وابتسامة لا تفارق محياها الشاحب، وعناد يمتد من عينيها يعبر نظاراتها إلى كل الذين استوقفهم مشهد معاناتها، يخبرهم أن " أمينتو حيدار " أو " غاندي الصحراء " لا تكره الحياة ولم تختر الإضراب عن الطعام طوعا أو وسيلة للانتحار بل احتجاجا على ما تقترفه الدولة المغربية من مساس بالحقوق الفردية والجماعية للمواطنين الصحراويين الذين يكابدون الظلم والاستصغار والتحقير والمهانة في انتهاك صارخ للمواثيق والعهود.
صور إضراب " أمينتو حيدار " عن الطعام دخلت ملايين البيوت عبر العالم وتكرر اسمها بكل لغات الكون مدشنة بذلك بداية تشكل قراءة جديدة عن واقع شعب منسي اسمه الشعب الصحراوي.
صور إضراب " أمينتو حيدار " كانت تستفز الشعور الآدمي في كل لحظة، تفرض إيقاعا نوعيا ينبض به الضمير الإنساني فتعالت صيحات أحرار العالم وتشكلت محاور ضاغطة من كتاب ومفكرين وفنانين وجمعيات وهيئات سياسية وحقوقية من مختلف القارات هبت كلها لنصرة " أمنتو حيدار" وقضية " أمينتو حيدار " .
إن إضراب " أمنتو حيدار " تبوأ رأس قائمة الاهتمامات باسبانيا والبرلمان الأوربي والخارجية الأمريكية والأمانة العامة للأمم المتحدة، فصارت قضية " أمنتو حيدار " هي قضية الصحراء الغربية، قضية المعتقلين السبعة بالسجن المحلي بسلا، قضية كل المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، قضية الممنوعين من السفر و المصادرة وثائقهم الشخصية والمهجرين والمختفين مجهولي المصير.
لقد ربحت " أمنتو حيدار " المعركة بعد اثنين وثلاثين يوما وخاب كل الذين نازلوها وعادوا أدراجهم نادمين منهزمين.
نعم لقد هزمت " أمنتو حيدار " جيشا جند ضدها وخسؤوا بعدما اقسموا أن لن تعود إلى وطنها وأهلها، فعادت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان إلى العيون / الصحراء الغربية منتشية في عزة وإباء بزهو وحلاوة الانتصار، وحتى يعود أولئك الخاسرون إلى رشدهم ويقدموا اعتذارا لامرأة استطاعت تركيعهم، نهنئ البطلة " أمنتو حيدار " بعودتها المظفرة إلى وطنها وطفليها " محمد " و " حياة " و إلى ذويها وإلى كل أفراد الشعب الصحراوي.
المكتب التنفيذي لتجمع المدافع الصحراوي
عن حقوق الإنسان
العودة المظفرة للبطلة الصحراوية أمنتو حيدار
مراجعة بواسطة Unknown
في
7:13 ص
تقييم:

ليست هناك تعليقات: