اعتداءات و مضايقات بوليسية شابت تنقل وفد المدافعين الصحراويين

تمكنت مجموعة من المدافعين الصحراويين من القيام بزيارة عائلية  قادتها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب تندوف / الجزائر ، و فور عودتها عن طريق مطار الهواري بومدين / الجزائر ثم مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء / المغرب ، وجدت في انتظارها جملة من الإجراءات الاستفزازية و المضايقات من طرف أجهزة الأمن المغربية ، إلى أن حطت الطائرة في اليوم الموالي عبر رحلة ثانية بمطار الحسن الأول بمدينة العيون / الصحراء الغربية .

و  قام الوفد الحقوقي رفقة مراقبين دوليين لحقوق الإنسان  بزيارة لعدد من المدن ابتداء من مدينة العيون مرورا بمدينة بوجدور ثم الداخلة – السمارة / الصحراء الغربية ، حيث طبعت كل هذه المحطات بإجراءات أمنية مشددة أسفرت عن عدة إصابات متفاوتة  بعد تدخلات عنيفة من طرف أجهزة القمع بكل من مدينة  العيون – الداخلة ، كما أن سيارة تابعة لأجهزة الأمن قامت بدهس إحدى سيارات الموكب بمدينة السمارة ، أثناء عمليات الحصار و الترقب التي جندت لها مختلف التشكيلات الأمنية المغربية .

نفس الإجراءات نفذتها السلطات المغربية بمدينة الطانطان / جنوب المغرب ، عند نقطة التفتيش المنتصبة بالمدخل الجنوبي للمدينة ، بتاريخ 15 مارس / آذار 2010 ، حيث كان في إنتظارهم لفيف من أجهزة الأمن يتزعمهم عميد الشرطة المركزي المدعو " مصطفى كمور " ، هذا الأخير الذي قام بإحضار مجموعة من المواطنين المغاربة المنتمين لإطار استحدث بشكل طارئ  و المعنون بـ " جمعية الدفاع عن الوحدة الترابية " هذه العناصر كانت مسلحة بالعصي و السكاكين ، بهدف ترهيب الوفد و استفزازه عبر ترديدهم لمجموعة من الشعارات العنصرية و الشوفينية ، في حين احتج المدافع الصحراوي " محمد التهليل " على هذا الأسلوب الترهيبي و المهين لكرامتهم ، الذي تنتهجه السلطات المغربية ضدهم بمختلف الحواجز الأمنية ، إلا أن احتجاجه  قوبل بل بتدخل عنيف ضده أسفر عن اختطافه من طرف مجموعة من عناصر الشرطة المغربية ، بقيادة العميد السالف الذكر الذي أعطى أوامره لتعريضه للتعذيب و سوء المعاملة لمدة نصف ساعة تقريبا ، قبل الإفراج عنه في وضعية سيئة جراء التعنيف و الضرب البادي على جسمه .

هكذا إستمرت الرحلة الشاقة و المحفوفة بالانتهاكات و سوء المعاملة على طول الطريق الرابطة بين معظم المدن و المداشر الصحراوية ، المعززة بعدة متاريس و حواجز أمنية للترهيب و الاعتداء على أعضاء وفد المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان ، و تعريضهم لأكبر قدر من السب و الشتم و الإهانة و نعتهم بأبشع الأوصاف الجارحة للكرامة الإنسانية ، و مع وصولهم إلى مدينة كليميم / جنوب المغرب ، استنفرت أجهزت الأمن بمختلف تشكيلاتها لفرض رقابة و حراسة لصيقة للوفد الذي كان في طريقه إلى مدينة آسا / جنوب المغرب ، حيث إنتشرت الحواجز الأمنية على مشارف المدينتين تمركز بها كبار المسؤولين و ضباط الأمن للوقوف على مجريات سير الوفد و تدوين ألواح السيارات و معلوماتهم الخاصة .

 و قد وجد الوفد في إستقباله بمنزل المدافع الصحراوي " بنكا الشيخ " حشد من المواطنين الصحراويين يتقدمه فتيان وفتيات  بالزي التقليدي الصحراوي ، تسابقوا لمعانقة أعضاء وفد النشطاء الحقوقيين و تقديم أقداح الثمر و الحليب سرورا و ترحيبا بهم ، مع ترديدهم لمجموعة من الشعارات السياسية و الحقوقية ، المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي و المنددة بالمحاكمات الصورية و الداعية إلى إحترام حقوق الإنسان و الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين المتواجدين بمختلف السجون المغربية ، كما كانت الهتافات مرفوقة بحمل صور للمعتقلين السياسيين و الشهداء الصحراويين ، إلى جانب أعلام الجمهورية العربية الصحراوية التي لوح بها المواطنون الصحراويون ، تعبيرا منهم عن الفخر و الإعتزاز بقدوم كوكبة المدافعين التي تحدت جميع أصناف التعذيب و الاضطهاد الممارس من طرف السلطات المغربية طوال الرحلة ، و أثناء تقديم أعضاء الوفد عرضا مفصلا عن  الزيارة  العائلية التي قادتهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ، للحضور بهدف وضعهم في الصورة الحقيقة للواقع و تفنيد الإدعاءات المغرضة للصورة النمطية التي رسمتها الدولة المغربية ، و عدد من أحزابها و وسائلها الدعائية الرامية إلى تقزيم دور المؤسسات و التقليل من فعاليتها الميدانية .

و في الحصة المسائية لنفس اليوم  تحرك الوفد في اتجاه مدينة الزاك / جنوب المغرب ، في زيارة لعائلة المعتقل السياسي الصحراوي " محمود أبوالقاسم " ، حيث وجد في استقباله عدد من المواطنين الصحراويين على غرار باقي المدن التي مر به الموكب الحقوقي ، الذي قام بتوضيح مضمون الزيارة و ما صادفوه خلالها من منجزات حقوقية  على مختلف الأصعدة ، مؤكدين على صمود و ثبات المواطنين الصحراويين بمخيمات اللجوء ، إلى غاية تحقيق الأهداف المرجوة و الطموحات النبيلة التي يتطلع لها الشعب الصحراوي قاطبة كما وصفها أعضاء الوفد .

عن اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بكليميم

الإثنين 22 مارس / آذار 2010