غزة والصحراء الغربية
قد يبدو من المجحف مقارنة ما يجري بغزة وما يجري بالصحراء الغربية نظرا للفارق الكبير سياسيا ،جغرافيا وحتى دينيا ، بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية ، الا ان الحضور الإعلامي لقضية سفن الحرية التي تهدف إلى كسر الحصار على غزة بعد الاعتداء
الإسرائيلي بوسائل الاعلام العالمية مقارنة بالتعتيم الإعلامي الذي عرفته وتعرفه المناطق المحتلة من الصحراء الغربية بعد انتفاضة الاستقلال عام 2005 ، هو الدافع الرئيس لإجراء هذه المقارنة ،
فما هو السبب وراء الاهتمام الإعلامي الدولي بالقضية الفلسطينية ، وألا إهتمام بالقضية الصحراوية ؟
وكيف يمكن تغيير المعادلة الإعلامية لصالح الطرف الصحراوي مستقبلا؟
في أقل من أربعة وعشرين ساعة تداعى العالم من مشرقه الى مغربه ومن شماله الى جنوبه ، رسائل تنديد واستنكار بمختلف اللغات واللهجات العالمية ، العديد من البلدان العالمية تستدعي السفير الإسرائيلي على عجل لإبلاغه غضبها لما قامت به دولته ضد قافلة سفن الحرية ، مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا بطلب من تركيا لمناقشة الاعتداء الاسرائيلي ، مظاهرات في مختلف المدن والعواصم العالمية رسائل تنديد واستنكار من مختلف المنظمات والجمعيات المحلية والدولية ...... الخ ، وكأن الأمر يتعلق بالمساس بإحدى الدول الكبرى مما يستدعي تجنيد كل طاقاتها للرد عليه ، لكن عندما نعرف ان مصدر الخبر هو غزة الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمة حماس المصنفة من قبل الكثير من البلدان بما فيها بعض الدول التي استدعت السفير الاسرائيلي في مصاف المنظمات الارهابية، ينضاف اليه الحصار الخانق على الحركة من الجانبين المصري والاسرائيلي ، هنا يجدر بنا ان نسأل كيف استطاعت حماس ورغم الحصار ان تنجح في ان تجعل من قضيتها قضية عالمية؟ ليس فقط في أزمة سفن الحرية ولكن حتى في حادثة اغتيال احد كوادرها وهو محمود المبحوح بدبي الإماراتية ، وهو ما تحول الى قضية عالمية تداخلت فيها أوراق استراليا شرقا بالمؤسسات المالية بأمريكا غربا. بينما لازالت الآلة الإعلامية الصحراوية عاجزة عن إخراج القضية الصحراوية من ساحاتها التقليدية ، التي أصبح يطغى عليها طابع الروتينية رغم التسهيلات الكبيرة والوضع الدولي المريح للنظام الصحراوي على المستوى العالمية. فأفراده يتنقلون بكل حرية بين العواصم العالمية دون ابسط تفكير في سيناريو المبحوح في دبي الإماراتية. وأرصدتهم السرية والعلنية في الحسابات المصرفية الخارجية في مأمن من أي رقابة من الشرطة الدولية إنتربول ، كما بإمكانهم النوم بهدؤ في فيلاتهم الخاصة بمخنلف المدن العالمية دون الخوف من أي قارة ليلية من سلاح الجو المغربي ، إضافة إلى المانحين الأجانب خاصة الدول الصديقة والشقيقة والتي لا تبخل على البوليساريو بالعطاءات السخية دون المرورعلى ميناء رفح المصرية . إضافة الى امتلاك البوليساريو إلى بعض الأجهزة التقنية في المجال الاعلامي التي لازال الحلم بها يراود الكثير من الدول الإفريقية. ورغم كل هذه التسهيلات الا انه من اليسير القيام بإحصائية لعدد الوسائل الإعلامية التي تتناول القضية الصحراوية ، دون ان ننسى ان التقارير الخاصة بانتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة 2005 والتي لا تتعدى في القنوات الفضائية خاصة الإخبارية أصابع اليد الواحدة.
ينضاف الى هذا افتقار حماس الى الاعتراف الدولي بسبب عدم حيازتها لأكثر من 80 سفارة وقنصلية بمختلف البلدان العالمية، إضافة الى مكاتب مشابهة لمكاتب الجبهة الشعبية بالديار الاسبانية ، رغم كل هذا بقيت قضية غزة حاضرة على الساحة الإعلامية وأصبحت كبريات القنوات الفضائية العالمية تتسابق لنقل ما يجري وباستمرار من غزة المحاصرة ، بينما لازال النظام الصحراوية عاجز عن معرفة مفاتيح اللعبة الإعلامية الدولية ، رغم ان ساحة المواجهة مع المحتل المغربي هي الواجهة الإعلامية تلك الساحة التي لازالت تحكمها المزاجية خاصة ممن يتولون تصريف الموازنات القطاعية في دولتنا الفتية ، هذا مع التضليل الكبير الذي يمارسه بعض المسئولين في استغلال مراكزهم المرموقة داخل النظام الصحراوي ليقدموا معلومات مضللة عن الحضور الإعلامي للقضية في وسائل الإعلام الدولية "وهو حضور ما انزل الله به من سلطان"، رغبتا في إبراز انجازاتهم الوطنية لأوليا أمرهم بالشهيد الحافظ.
قد يكون لحملة التضامن والتعاطف الدولي مع العدوان الإسرائيلي على غزة واستفادة الفلسطينين من الدور المحوري الذي تحاول ان تلعبه بعض القوى الإقليمية في منطقة الشرق الاوسط دوره في جلب الاهتمام الإعلامي الى قضيتهم، الا ان العامل الأهم هو قدرة أصحاب القضية على استثمار حضور قضيتهم على الساحة الدولية بما يخدم سياساتهم الإستراتيجية التي تهدف إلى توسيع دائرة المتضامنين الأجانب مع القضية الفلسطينية ، وهو الآلية التي تفتقدها الآلة الإعلامية الصحراوية التي فشلت في إخراج القضية من ساحاتها التقليدية لا بل أنها أصبحت عاجزة اليوم أكثر من أي وقت مضى عن الحفاظ على الحضور الإعلامي في بعض الساحات التي كانت تعتبر موالية للقضية الصحراوية. بسبب العجز عن استثمار ما حدث ويحدث في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وترويجه إعلاميا بلغة عصرية بعيدة عن مفردات لغة الخشب التي انتهت مدة صلاحيتها في الساحة الدولية منذ إفلاس الشركة المنتجة والمصدرة لها مباشرة بعد انهيار أخر أسهمها مع سقوط جدار برلين الالمانية.
ومن اجل ضمان حضور إعلامي للقضية الصحراوية على الساحة الإعلامية الدولية ينبغي وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية والالتفات الى المحرك الرئيس للماكينة الإعلامية الوطنية إقتداء بالشهيد الولي رحمه الله في بداية الثورة الصحراوية عندما استطاع بحنكته المعهودة ان يعوض شح الإمكانيات المادية بالثروة الأزلية والإستراتيجية للشعب الصحراوية ألا وهي الثروة البشرية والتي تتحذ من قدرة وكفاءة الإنسان الصحراوي كرأسمال لا ينضب لتسيير المؤسسات الوطنية .
الإسرائيلي بوسائل الاعلام العالمية مقارنة بالتعتيم الإعلامي الذي عرفته وتعرفه المناطق المحتلة من الصحراء الغربية بعد انتفاضة الاستقلال عام 2005 ، هو الدافع الرئيس لإجراء هذه المقارنة ،
فما هو السبب وراء الاهتمام الإعلامي الدولي بالقضية الفلسطينية ، وألا إهتمام بالقضية الصحراوية ؟
وكيف يمكن تغيير المعادلة الإعلامية لصالح الطرف الصحراوي مستقبلا؟
في أقل من أربعة وعشرين ساعة تداعى العالم من مشرقه الى مغربه ومن شماله الى جنوبه ، رسائل تنديد واستنكار بمختلف اللغات واللهجات العالمية ، العديد من البلدان العالمية تستدعي السفير الإسرائيلي على عجل لإبلاغه غضبها لما قامت به دولته ضد قافلة سفن الحرية ، مجلس الأمن يعقد اجتماعا طارئا بطلب من تركيا لمناقشة الاعتداء الاسرائيلي ، مظاهرات في مختلف المدن والعواصم العالمية رسائل تنديد واستنكار من مختلف المنظمات والجمعيات المحلية والدولية ...... الخ ، وكأن الأمر يتعلق بالمساس بإحدى الدول الكبرى مما يستدعي تجنيد كل طاقاتها للرد عليه ، لكن عندما نعرف ان مصدر الخبر هو غزة الفلسطينية التي تسيطر عليها منظمة حماس المصنفة من قبل الكثير من البلدان بما فيها بعض الدول التي استدعت السفير الاسرائيلي في مصاف المنظمات الارهابية، ينضاف اليه الحصار الخانق على الحركة من الجانبين المصري والاسرائيلي ، هنا يجدر بنا ان نسأل كيف استطاعت حماس ورغم الحصار ان تنجح في ان تجعل من قضيتها قضية عالمية؟ ليس فقط في أزمة سفن الحرية ولكن حتى في حادثة اغتيال احد كوادرها وهو محمود المبحوح بدبي الإماراتية ، وهو ما تحول الى قضية عالمية تداخلت فيها أوراق استراليا شرقا بالمؤسسات المالية بأمريكا غربا. بينما لازالت الآلة الإعلامية الصحراوية عاجزة عن إخراج القضية الصحراوية من ساحاتها التقليدية ، التي أصبح يطغى عليها طابع الروتينية رغم التسهيلات الكبيرة والوضع الدولي المريح للنظام الصحراوي على المستوى العالمية. فأفراده يتنقلون بكل حرية بين العواصم العالمية دون ابسط تفكير في سيناريو المبحوح في دبي الإماراتية. وأرصدتهم السرية والعلنية في الحسابات المصرفية الخارجية في مأمن من أي رقابة من الشرطة الدولية إنتربول ، كما بإمكانهم النوم بهدؤ في فيلاتهم الخاصة بمخنلف المدن العالمية دون الخوف من أي قارة ليلية من سلاح الجو المغربي ، إضافة إلى المانحين الأجانب خاصة الدول الصديقة والشقيقة والتي لا تبخل على البوليساريو بالعطاءات السخية دون المرورعلى ميناء رفح المصرية . إضافة الى امتلاك البوليساريو إلى بعض الأجهزة التقنية في المجال الاعلامي التي لازال الحلم بها يراود الكثير من الدول الإفريقية. ورغم كل هذه التسهيلات الا انه من اليسير القيام بإحصائية لعدد الوسائل الإعلامية التي تتناول القضية الصحراوية ، دون ان ننسى ان التقارير الخاصة بانتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة 2005 والتي لا تتعدى في القنوات الفضائية خاصة الإخبارية أصابع اليد الواحدة.
ينضاف الى هذا افتقار حماس الى الاعتراف الدولي بسبب عدم حيازتها لأكثر من 80 سفارة وقنصلية بمختلف البلدان العالمية، إضافة الى مكاتب مشابهة لمكاتب الجبهة الشعبية بالديار الاسبانية ، رغم كل هذا بقيت قضية غزة حاضرة على الساحة الإعلامية وأصبحت كبريات القنوات الفضائية العالمية تتسابق لنقل ما يجري وباستمرار من غزة المحاصرة ، بينما لازال النظام الصحراوية عاجز عن معرفة مفاتيح اللعبة الإعلامية الدولية ، رغم ان ساحة المواجهة مع المحتل المغربي هي الواجهة الإعلامية تلك الساحة التي لازالت تحكمها المزاجية خاصة ممن يتولون تصريف الموازنات القطاعية في دولتنا الفتية ، هذا مع التضليل الكبير الذي يمارسه بعض المسئولين في استغلال مراكزهم المرموقة داخل النظام الصحراوي ليقدموا معلومات مضللة عن الحضور الإعلامي للقضية في وسائل الإعلام الدولية "وهو حضور ما انزل الله به من سلطان"، رغبتا في إبراز انجازاتهم الوطنية لأوليا أمرهم بالشهيد الحافظ.
قد يكون لحملة التضامن والتعاطف الدولي مع العدوان الإسرائيلي على غزة واستفادة الفلسطينين من الدور المحوري الذي تحاول ان تلعبه بعض القوى الإقليمية في منطقة الشرق الاوسط دوره في جلب الاهتمام الإعلامي الى قضيتهم، الا ان العامل الأهم هو قدرة أصحاب القضية على استثمار حضور قضيتهم على الساحة الدولية بما يخدم سياساتهم الإستراتيجية التي تهدف إلى توسيع دائرة المتضامنين الأجانب مع القضية الفلسطينية ، وهو الآلية التي تفتقدها الآلة الإعلامية الصحراوية التي فشلت في إخراج القضية من ساحاتها التقليدية لا بل أنها أصبحت عاجزة اليوم أكثر من أي وقت مضى عن الحفاظ على الحضور الإعلامي في بعض الساحات التي كانت تعتبر موالية للقضية الصحراوية. بسبب العجز عن استثمار ما حدث ويحدث في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وترويجه إعلاميا بلغة عصرية بعيدة عن مفردات لغة الخشب التي انتهت مدة صلاحيتها في الساحة الدولية منذ إفلاس الشركة المنتجة والمصدرة لها مباشرة بعد انهيار أخر أسهمها مع سقوط جدار برلين الالمانية.
ومن اجل ضمان حضور إعلامي للقضية الصحراوية على الساحة الإعلامية الدولية ينبغي وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية والالتفات الى المحرك الرئيس للماكينة الإعلامية الوطنية إقتداء بالشهيد الولي رحمه الله في بداية الثورة الصحراوية عندما استطاع بحنكته المعهودة ان يعوض شح الإمكانيات المادية بالثروة الأزلية والإستراتيجية للشعب الصحراوية ألا وهي الثروة البشرية والتي تتحذ من قدرة وكفاءة الإنسان الصحراوي كرأسمال لا ينضب لتسيير المؤسسات الوطنية .
غزة والصحراء الغربية
مراجعة بواسطة Unknown
في
5:09 ص
تقييم:

ليست هناك تعليقات: