الوضع الداخلي قد يخذل الانتفاضة
قد نكون حاولنا مرارا أن نقض النظر والطرف ونغمض العين أو حتى العينين عن ما يطبع الوضع الداخلي في المخيمات والمناطق المحررة، لكن على يبدو أنه لا يوجد ما يتحكم في وضعنا الداخلي الذي أصبح هو الشغل الشاغل للكل، لكن الأطم من ذلك والأدهى أنه قد لا يبقى محصورا علينا في المخيمات والمناطق المحررة بل قد يخذل حتى الانتفاضة، أملنا الأخير، في المدن المحتلة. إن كلمة " يخذل" قد خرجت في واقع الحال من حلقي بمرارة وقد حاولت كثيرا، مثلما قد يكون فعل كثيرون مثلي، أن أظل حابسا لها في عمقي لكن في الأخير خرجت.
فبعد وقف إطلاق النار وفشل الاستفتاء والمفاوضات أصبحنا نعيش واقعا صعبا حقا في المناطق المحررة أو حتى يمكن أن نسميه واقع فوضى غير خلاقة. لقد نجح المغرب بالتآمر مع الأمم المتحدة، بعد وقف إطلاق النار، أن يُحيد الشعب الصحراوي الذي يعيش في المخيمات والمناطق المحررة. إن وقف إطلاق النار وما تلاه من تداعيات جعل سكان المخيمات يجدون أنفسهم هكذا وبدون مقدمات بدور دور في حرب التحرير؛ بمعنى، بدون دور في التأثير على المغرب من قريب ولا من بعيد؛ أكثر من ذلك وأسوأ هو أن المغرب قد دفع، بالتماطل، هؤلاء السكان بتنظيمهم وبقدراتهم وبمؤسساتهم إلى الغرق في مشاكلهم الداخلية ونسيانه هو كمحتل.
إن الوضع الداخلي أصبح هو الشغل الشاغل لجميع الصحراويين في كل مكان؛ أصبح هو حديث الساعة، حتى في الإعلام سواء كان إعلاما صحراويا أو مغربيا. إن جعل الوضع الداخلي، والوضع الداخلي وحده هو موضوع الساعة، وفي في كل مكان، يفرض إن يكون هناك تحرك وطني واعي وقوي ليعيد الصحراويين إلى السكة الحقيقية وهي سكة تحرير الصحراء الغربية المحتلة.
وفي غمرة انشغالنا بوضعنا الداخلي وفتحنا لنقاش حوله في كل خيمة وفي كل دكان وعلى كل رصيف نسينا للأسف المغرب وسكتنا عنه ولم يعد أي أحد يتحدث عن المغرب كغازي يجب مواصلة المقاومة ضده. الآن الصحراويون في المخيمات لا يتحدثون إلا عن الوضع الداخلي وعن كذا وماذا من الفساد والقبلية والسرقات وعدم المحاسبات وو؛ لا احد يتحدث عن كيف يمكن أن نمد يدا إلى إخواننا في المدن المحتلة؛ لا احد يتحدث عن كيف يمكن إن نفتح جبهة جديدة مع العدو؛ لا احد يتحدث عن أهمية أن نفرض علي قيادتنا أن يقطعوا الشعرة التي تربطنا مع مجلس الأمن؛ لا أحد يتحدث عن أهمية أن ننظم مجتمعنا تنظيما يسمح له بالمطالبة الديمقراطية بحقوقه في اللجوء؛ الأمَرُّ من ذلك أننا نسينا أن نبقى في صراع ولو إعلامي مع المغرب كي نفضحه ونرفع صوتنا. إن إعلامنا "الوطني" الخارجي ( الانترنيت) تعيش حالة من الضعف جعلتها تصمت: إغلاق الصفحات الالكترونية، عدم تجديدها، أما الصفحات الأخرى النشطة فهي لا تقول شيئا عن المغرب ولا تكتب حوله ولا تفضحه ولا تحمل من الأنباء إلا ما " أخبار عروة". لا اعرف بالضبط ما ذا يمكن أن يستفيد أحد من قراءة أن السفير الصحراوي في الصين تعشى مع ممثل النقابات الوطنية في الصين، أو أن المبعوث الفلاني التقى مع نائب سفير هايتي.
إن الصفحات الالكترونية الصحراوية الأكثر قراءة الآن بين الصحراويين هي " المستقبل الصحراوي" futuro saharaui و صفحة " خط الشهيد" وصفحة أراء opinión في أرصوARSO ,وهي صفحات لاقت- نقولها بصدق- الكثير من الرواج لإنها تكتب للمواطن في المناطق المحررة والمخيمات عن أشياء أردنا تجاهلها وهي في الواقع حقيقة. إن الصفحات المذكورة تعكس ما يحصل إلينا: لا تتحدث إلا عن الواقع الداخلي مثلنا نحن تماما. ففي الصفحات المذكور يمكن أن تجد مقالا واحدا مثلا عن المغرب وعشرة عن وضعنا الداخلي؛ تجد خبرا عن المغرب وأخبار وتحليلات عن سوء التسيير وسوء التنظير وسوء التدبير وسوء التقدير وهلم جدرا.
نعود إلى الجهة الأخرى: المناطق المحتلة. إن الصحراويين الذين يسكنون الجهة المذكورة هم أيضا مثلنا: فقراء مظلومون، بطالون، يتعرضون يوميا للضرب على الرؤوس، يدخلون السجون، لكنهم في الحقيقة أحسن منا نحن سكان المناطق المحررة بكثير وهم الآن أبطال المرحلة الحالية. فحين نفتح صفحاتهم الالكترونية على الانترنيت نجد أنهم يخصصونها كليا للحرب الإعلامية مع العدو المغربي. هم في الحقيقة الذين هزموا المغرب على الانترنيت؛ هم الذين صوروا المظاهرات والسجون والصقوها على الانترنيت. هم الذين أعطونا مادة إعلامية كي نتحدث أمام العالم بها. الآن لا يتحدث أي " سفير صحراوي" في أية قناة خارجية إلا واخرج صور أبطال الانتفاضة أو استدل بما يُكتب في الصفحات التي يحرر مناضلونا في المناطق المحتلة.
إن سكان المناطق المحررة والمهجر عليهم أن يستفيقوا مما هم " واحلين فيه" ويعودوا إلى المعركة الحقيقية مع المغرب أو حتى إذا كانوا يكرسون وقتهم وجهدهم للنقاش حول الوضع الداخلي فقط وضرورة تصحيحه عليهم، على الأقل، أن لا يسكتوا عن المغرب ولا يتركون له الساحة ليرقص وحده. على الأقل، وذلك أضعف الإيمان، حبذا لو يستطيعوا تخصيص ولو ْصفَيْحة( تصغير صفحة) واحدة قوية على الانترنيت للحديث عن المغرب وحده كمحتل وكمنتهك لحقوق الإنسان وكبلد ضعيف هش، وبالمقابل يفتحوا عشرين صفحة الكترونية للحديث عن الوضع الداخلي في المخيمات.
إذا كان سكان المناطق المحررة لا يستطيعون المشاركة مع إخوانهم في المناطق المحتلة في المعركة مع المغرب بسبب كذا وكذا فعليهم على الأقل أن لا يخذلوهم ولا يحطوا من معنوياتهم.
فإذا كان الوضع الداخلي سيء في المخيمات فهذا يرسل بدون شك رسائل خاطئة إلى المناضلين في المناطق المحتلة وقد يحبطهم كما يرسل مئة إشارة إلى العدو كي يواصل في تماديه في الاحتلال والتعذيب.
فبعد وقف إطلاق النار وفشل الاستفتاء والمفاوضات أصبحنا نعيش واقعا صعبا حقا في المناطق المحررة أو حتى يمكن أن نسميه واقع فوضى غير خلاقة. لقد نجح المغرب بالتآمر مع الأمم المتحدة، بعد وقف إطلاق النار، أن يُحيد الشعب الصحراوي الذي يعيش في المخيمات والمناطق المحررة. إن وقف إطلاق النار وما تلاه من تداعيات جعل سكان المخيمات يجدون أنفسهم هكذا وبدون مقدمات بدور دور في حرب التحرير؛ بمعنى، بدون دور في التأثير على المغرب من قريب ولا من بعيد؛ أكثر من ذلك وأسوأ هو أن المغرب قد دفع، بالتماطل، هؤلاء السكان بتنظيمهم وبقدراتهم وبمؤسساتهم إلى الغرق في مشاكلهم الداخلية ونسيانه هو كمحتل.
إن الوضع الداخلي أصبح هو الشغل الشاغل لجميع الصحراويين في كل مكان؛ أصبح هو حديث الساعة، حتى في الإعلام سواء كان إعلاما صحراويا أو مغربيا. إن جعل الوضع الداخلي، والوضع الداخلي وحده هو موضوع الساعة، وفي في كل مكان، يفرض إن يكون هناك تحرك وطني واعي وقوي ليعيد الصحراويين إلى السكة الحقيقية وهي سكة تحرير الصحراء الغربية المحتلة.
وفي غمرة انشغالنا بوضعنا الداخلي وفتحنا لنقاش حوله في كل خيمة وفي كل دكان وعلى كل رصيف نسينا للأسف المغرب وسكتنا عنه ولم يعد أي أحد يتحدث عن المغرب كغازي يجب مواصلة المقاومة ضده. الآن الصحراويون في المخيمات لا يتحدثون إلا عن الوضع الداخلي وعن كذا وماذا من الفساد والقبلية والسرقات وعدم المحاسبات وو؛ لا احد يتحدث عن كيف يمكن أن نمد يدا إلى إخواننا في المدن المحتلة؛ لا احد يتحدث عن كيف يمكن إن نفتح جبهة جديدة مع العدو؛ لا احد يتحدث عن أهمية أن نفرض علي قيادتنا أن يقطعوا الشعرة التي تربطنا مع مجلس الأمن؛ لا أحد يتحدث عن أهمية أن ننظم مجتمعنا تنظيما يسمح له بالمطالبة الديمقراطية بحقوقه في اللجوء؛ الأمَرُّ من ذلك أننا نسينا أن نبقى في صراع ولو إعلامي مع المغرب كي نفضحه ونرفع صوتنا. إن إعلامنا "الوطني" الخارجي ( الانترنيت) تعيش حالة من الضعف جعلتها تصمت: إغلاق الصفحات الالكترونية، عدم تجديدها، أما الصفحات الأخرى النشطة فهي لا تقول شيئا عن المغرب ولا تكتب حوله ولا تفضحه ولا تحمل من الأنباء إلا ما " أخبار عروة". لا اعرف بالضبط ما ذا يمكن أن يستفيد أحد من قراءة أن السفير الصحراوي في الصين تعشى مع ممثل النقابات الوطنية في الصين، أو أن المبعوث الفلاني التقى مع نائب سفير هايتي.
إن الصفحات الالكترونية الصحراوية الأكثر قراءة الآن بين الصحراويين هي " المستقبل الصحراوي" futuro saharaui و صفحة " خط الشهيد" وصفحة أراء opinión في أرصوARSO ,وهي صفحات لاقت- نقولها بصدق- الكثير من الرواج لإنها تكتب للمواطن في المناطق المحررة والمخيمات عن أشياء أردنا تجاهلها وهي في الواقع حقيقة. إن الصفحات المذكورة تعكس ما يحصل إلينا: لا تتحدث إلا عن الواقع الداخلي مثلنا نحن تماما. ففي الصفحات المذكور يمكن أن تجد مقالا واحدا مثلا عن المغرب وعشرة عن وضعنا الداخلي؛ تجد خبرا عن المغرب وأخبار وتحليلات عن سوء التسيير وسوء التنظير وسوء التدبير وسوء التقدير وهلم جدرا.
نعود إلى الجهة الأخرى: المناطق المحتلة. إن الصحراويين الذين يسكنون الجهة المذكورة هم أيضا مثلنا: فقراء مظلومون، بطالون، يتعرضون يوميا للضرب على الرؤوس، يدخلون السجون، لكنهم في الحقيقة أحسن منا نحن سكان المناطق المحررة بكثير وهم الآن أبطال المرحلة الحالية. فحين نفتح صفحاتهم الالكترونية على الانترنيت نجد أنهم يخصصونها كليا للحرب الإعلامية مع العدو المغربي. هم في الحقيقة الذين هزموا المغرب على الانترنيت؛ هم الذين صوروا المظاهرات والسجون والصقوها على الانترنيت. هم الذين أعطونا مادة إعلامية كي نتحدث أمام العالم بها. الآن لا يتحدث أي " سفير صحراوي" في أية قناة خارجية إلا واخرج صور أبطال الانتفاضة أو استدل بما يُكتب في الصفحات التي يحرر مناضلونا في المناطق المحتلة.
إن سكان المناطق المحررة والمهجر عليهم أن يستفيقوا مما هم " واحلين فيه" ويعودوا إلى المعركة الحقيقية مع المغرب أو حتى إذا كانوا يكرسون وقتهم وجهدهم للنقاش حول الوضع الداخلي فقط وضرورة تصحيحه عليهم، على الأقل، أن لا يسكتوا عن المغرب ولا يتركون له الساحة ليرقص وحده. على الأقل، وذلك أضعف الإيمان، حبذا لو يستطيعوا تخصيص ولو ْصفَيْحة( تصغير صفحة) واحدة قوية على الانترنيت للحديث عن المغرب وحده كمحتل وكمنتهك لحقوق الإنسان وكبلد ضعيف هش، وبالمقابل يفتحوا عشرين صفحة الكترونية للحديث عن الوضع الداخلي في المخيمات.
إذا كان سكان المناطق المحررة لا يستطيعون المشاركة مع إخوانهم في المناطق المحتلة في المعركة مع المغرب بسبب كذا وكذا فعليهم على الأقل أن لا يخذلوهم ولا يحطوا من معنوياتهم.
فإذا كان الوضع الداخلي سيء في المخيمات فهذا يرسل بدون شك رسائل خاطئة إلى المناضلين في المناطق المحتلة وقد يحبطهم كما يرسل مئة إشارة إلى العدو كي يواصل في تماديه في الاحتلال والتعذيب.
الوضع الداخلي قد يخذل الانتفاضة
مراجعة بواسطة Unknown
في
9:09 ص
تقييم:

ليست هناك تعليقات: